Skip to main content

حرية معلّقة: وائل الجاغوب إلى الاعتقال مجددا بعد طوفان الأحرار 

10 أيار 2025
https://qudsn.co/NItBr

نابلس المحتلة - شبكة قُدس: أعادت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الإثنين 6 مايو 2025، اعتقال القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وائل نعيم الجاغوب (51 عامًا) من بلدة بيتا جنوب نابلس، بعد أقل من أربعة أشهر على تحرره ضمن الدفعة الثانية من صفقة تبادل الأسرى المعروفة بـ"طوفان الأحرار".

وذكرت عائلة الجاغوب أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال داهمت منزلهم قبيل الفجر، واعتقلت وائل بعد تفتيش واسع للمنزل وتحقيق ميداني قصير، دون تسليمهم أي مذكرة اعتقال.

 وقالت شقيقته روند، بحسب ما نقل مكتب إعلام الأسرى: "ما لحقنا نفرح فيه، أربع شهور كانت حلم صغير وصحينا منه على كابوس الاحتلال"، مؤكدة أن العائلة كانت تتوقع هذه الخطوة في ظل التهديدات المستمرة التي تلقاها وائل من ضباط المخابرات خلال استدعاءات سابقة، والتي تكررت منذ الإفراج عنه في يناير.

وكان الجاغوب قد تحرر بتاريخ 25 يناير 2025 من سجن النقب الصحراوي، بعد أن أمضى 24 عامًا متواصلة في الأسر، على خلفية اتهامه بقيادة مجموعات مقاومة تابعة للجبهة الشعبية وتنفيذ عمليات ضد الاحتلال خلال انتفاضة الأقصى.

 وخلال سنوات أسره، برز وائل كأحد القادة البارزين في الحركة الأسيرة، وشغل منصب نائب مسؤول الجبهة في السجون، كما ساهم في تأسيس تجربة نضالية جماعية بين الأسرى قوامها الصمود والتثقيف، حيث حصل على شهادة البكالوريوس من جامعة الأقصى، وشارك في برامج التعليم الوطني والفكري داخل المعتقلات.

ولم يكن اعتقال الجاغوب مجددًا حادثًا معزولًا، إذ تندرج هذه الخطوة في إطار حملة متصاعدة تنفذها سلطات الاحتلال بحق عدد من الأسرى المحررين ضمن الصفقة التي أبرمت عقب عملية "طوفان الأقصى". وتشير مؤسسات حقوقية إلى أن عشرات المحررين باتوا اليوم عرضة لملاحقة ممنهجة، تشمل الاستدعاءات، والتحقيقات الليلية، والمراقبة المكثفة، وسط مخاوف من أن تكون هذه السياسات تمهيدًا لإلغاء صفقات التحرر بشكل عملي.

وفي تصريح سابق له بعد تحرره، قال الجاغوب: "تحررت بجسدي، لكني أحمل وجع من تركتهم خلفي. شكري الأول لغزة، لركامها وصمودها، لشبابها الذين جعلوا لهذا التحرر ثمنًا وموقفًا وكرامة". كلمات جسدت وعيه النضالي الذي لم يغادره رغم ربع قرن من الاعتقال.

من جهتها، اعتبر مكتب إعلام الأسرى، أن إعادة اعتقال الجاغوب تمثل "خرقًا فاضحًا لأي التزام سياسي أو قانوني يرافق صفقات التبادل"، و"امتدادًا لسياسة إسرائيلية ترمي لإفراغ التحرر من معناه وتحويله إلى حالة مؤقتة مهددة دومًا بالإلغاء".

يُذكر أن وائل الجاغوب ولد في بلدة بيتا عام 1974، واعتقل أول مرة عام 1992، حيث أمضى ست سنوات، ثم أعيد اعتقاله عام 2001 وحُكم بالسجن المؤبد. وقد واجه العزل الانفرادي، وخاض إضرابات مفتوحة عن الطعام، وكتب عددًا من المقالات التي تسللت من بين جدران الزنازين إلى الفضاء الفلسطيني العام.

بين التحرر والاعتقال مجددًا، تختصر قصة وائل الجاغوب معاناة جيل فلسطيني كامل وُلد لاجئًا، وكبر في المواجهة، ولا يزال يحلم بوطن لا يُعتقل فيه الضوء، ولا يُحاسب فيه الحلم.


 

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا